تقع لاثرون على الشريط الساحلي للجبل الأخضر، بين مدينتي سوسة ودرنة، وتتميز بموقعها على شاطئ خليج راس الهلال.
تبعد لاثرون عن مدينة درنة مسافة تقدر بحوالي اثنان وأربعون كيلومترا في اتجاه الغرب، وتبعد عن مدينة سوسة حوالي خمس ثلاثون كيلومترا وهذا الموقع الذي يتوسط مدينتين كانتا من أهم الموانئ في العصور القديمة جعلها تكتسب أهمية اقتصادية ودينية كبيرة.
يرجح العلماء ان لاثرون بلغت اوج ازدهاها عندما أصبحت مدينة سوسة القريبة عاصمة للإقليم منتصف القرن الخامس للميلاد و يعتقد إيضا ان لاثرون رفعت لمصاف المدن و أطلق عليها صفة بولس و تعني مدينة أسوة ببعض المناطق الصغيرة كقصر ليبيا غرب مدينة البيضاء.
تبعد لاثرون عن بلدة راس الهلال حوالي عشرة كيلومترات، وفيما يبدو أنهما اكتسبتا قيمة كبيرة لدى السكان في القدم وخاصة فترة ازدهارهما في العصر البيزنطي في القرني الخامس والسادس للميلاد.

شاطئ لاثرون في أغليه عبارة عن شاطئ صخري عالي الارتفاع، وتدل معالمه وتضاريسه على انجراف طبقات الجبل إلى داخل البحر منذ زمن طويل، وتكوينه العام من الصخور الجيرية التي تشكل تقريبا أغلب مكونات مرتفعات الجبل الأخضر.
توجد في لاثرون بعض الشواطئ الرملية الصغيرة، على هيئة جيوب طويلة، نحتت طبيعيا في صخر جرف الشاطئ.
لاثرون
شط مريم
من أشهر شواطئ لاثرون، شاطئ رملي صغير يقع في الجهة الغربية من المنطقة يعرف بشاطئ مريم ,و أشهر معالم هذا الشاطئ مغارة نحتتها المياه تعرف بحقفة مريم , ولا يستدل على أصل التسمية اليوم إلا أن بعض المراجع التراثية تتحدث عن أمرأه من السكان المحليين سكنت المغارة و الحفرة التي تعلوها مع أيتامها أسمها مريم , و يرى الباحث الليبي دواد موسى حلاق أن تسمية ترتبط بوادي مرقس القريب و الذي يبعد مدخله عن الشاطئ مسافة تقدر بحوالي ثلاثة كيلومترات و أرجع حلاق أسم الشاطئ لمريم أم القديس مرقس الإنجيلي الذي أقام بالوادي القريب و حمل أسمه فترة من زمن و يؤيد حلاق روايته بما تتمتع به لاثرون من أثار دينية مسيحية و بما حظيت به من مكانة كبيرة في العصر البيزنطي المسيحي.

لازال شط مريم وهكذا يدعى محليا يستخدم كمرفئ لبعض القوارب الصغيرة، وكمرفئ محلي لصيد السمك.
اخبار ليبيا